“قرقع قرقع قرقيعان، أم قصير ورميضان، عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم” بهذه الأهازيج ردد أهالي مناطق شرق المملكة العربية السعودية، في الإحساء والقطيف، في عادة سنوية مرتبطة بحلول منتصف شهر رمضان المبارك، وسط احتفالية كرنفالية جمعت بين الزينة الشعبية السعودية والعطاء والكرم.
وتختلف مسميات تلك الاحتفالية من منطقة إلى أخرى، حيث يطلق عليها أهالي القطيف “قريقشون”، فيما يطلق عليها أهالي الأحساء”القرقيعان”، بينما تحتفل بها شعوب الدول الخليجية بمسميات أخرى مختلفة، لكنها تجتمع فيما بينها بنفس الاحتفالية مع اختلاف بسيط في صيغة الأهازيج، إلا أنها بذات المعنى.
وبدأت تلك الاحتفالية منذ عقود، لتتحول إلى عادة شعبية تتوارثها الأجيال الخليجية جيلا بعد جيل، على الرغم من الفوارق الكبيرة في المستويات المعيشية في دول الخليج العربي بين الماضي والوقت الحالي.
وتتمثل تلك الاحتفالية الشعبية الخليجية في خروح الأطفال من الأولاد والبنات عقب الإفطار، إلى الشوارع مرتدين ملابس شعبية تقليدية، حيث يرتدي الأولاد الدشاشة والطاقية المطرزة، بينما ترتدي الفتيات الدراعة والبخنق ذات الألوان الشعبية الزاهية، ويحمل هؤلاء الأطفال الأكياس التي يجوبون بها على البيوت، ويطرقون أبوابها وهم يرددون الأهازيج الشعبية، لطلب المكسرات والحلوى من الأهالي، في ليلة منتصف شهر رمضان المبارك، في الوقت ما بين الإفطار حتى منتصف الليل او إغلاق أبواب البيوت.
وتتسم تلك الاحتفالية الشعبية بالعطاء والكرم بين أهالي شرق المملكة وشعوب الدول خليجية، فأصحاب البيوت ينتظرون قدوم الأطفال من أهالي المنطقة وخارجها خارج البيوت من أجل توزيع الحلويات والمكسرات على هؤلاء الأطفال في عادة تراثية، إلا أن عدد من الأهالي يقومون في الوقت الحالي بتوزيع النقود والذهب والألعاب على هؤلاء الأطفال.
التعليقات